Teks Bacaan Maulid Al Barzanji – Kitab Maulid al barzanji lazim dibaca ketika bulan Robi’ul Awwal (bulan maulid). Di dalam bacaan tersebut dikisahkan mulai silsilah Nabi Muhammad SAW, sampai dengan sejarah perjuangan menyampaikan agama Islam.
Berikut ini adalah teks bacaan maulid al barzanji, anda dapat melihat arti dalam bahasa Indonesia. Untuk sementara penulis hanya tuliskan arti maulid al barzanji pada bab 1.
Semoga dengan membaca maulid al barzanji ini, kita selalu mendapatkan peningkatan rasa cinta atau mahabbah kepada Rasulullah SAW. Sebagai umat Islam tentunya juga kita sangat berharap dengan mencintai Rasulullah, maka Rasulullah pun akan mencintai kita.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ
اَبْتَدِئُ الْإِمْلَاءَ بِاسْمِ الذَّاتِ الْعَلِيَّةِ مُسْتَدِرًّا فَيْضَ الْبَرَكَاتِ عَلـٰى مَا أَنَالَهُ وَأَوْلَاهُ ۞ وَأُثَنِّي بِحَمْدٍ مَوَارِدُهُ سَائِغَةٌ هَنِيَّةٌ مُمْتَطِيًا مِنَ الشُّكْرِ الْجَمِيْلِ مَطَايَاهُ ۞ وأُصَلِّيْ وَأُسَلِّمُ عَلَى النُّوْرِ الْمَوْصُوْفِ بِالتَّقَدُّمِ وَالْأَوَّلِيَّةِ، اَلْمُنْتَقِلِ فِي الْغُرَرِ الْكَرِيْمَةِ وَالْجِبَاهِ ۞ وَأَسْتَمْنِحُ اللهَ تَعَالـٰى رِضْوَانًا يَخُصُّ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ النَّـبَوِيَّةَ وَيَعُمُّ الصَّحَابَةَ وَالْأَتْبَاعَ وَمَنْ وَالَاهُ ۞ وَأَسْتَجْدِيْهِ هِدَايَةً لِسُلُوْكِ السُّـبُلِ الْوَاضِحَةِ الْجَلِيَّةِ وَحِفْظًا مِنَ الْغَوَايَةِ فِي خِطَطِ الْخَطَأِ وَخُطَاهُ ۞ وأَنْشُرُ مِنْ قِصَّةِ الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ بُرُوْدًا حِسَانًا عَبْقَرِيَّةً نَاظِمًا مِنَ النَّسَبِ الشَّرِيْفِ عِقْدًا تُحَلَّى الْمَسَامِعُ بِحُلَاهُ ۞ وأَسْتَعِيْنُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ الْقَوِيَّةِ؛ فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله
Dengan menyebut nama Allah yang Maha Pengasih lagi Maha Penyayang. Aku mulai membacakan dengan nama Dzat Yang Mahatinggi. Dengan memohon limpahan keberkahan atas apa yang Allah berikan dan karuniakan kepadanya (Nabi Muhammad SAW). Aku memuji dengan pujian yang sumbernya selalu membuatku menikmati. Dengan mengendarai rasa syukur yang indah. Aku mohonkan shalawat dan salam (rahmat dan kesejahteraan) atas cahaya yang disifati dengan kedahuluan (atas makhluk lain) dan keawalan (atas seluruh makhluk).
Yang ber pindah-pindah pada orang-orang yang mulia. Aku memohon kepada Allah karunia keridhaan yang khusus bagi keluarga beliau yang suci. Umumnya bagi para sahabat, para pengikut, dan orang yang dicintainya. Dan aku meminta tolong kepada-Nya agar mendapat petunjuk untuk menempuh jalan yang jelas dan terang. Dan terpelihara dari kesesatan di tempat-tempat dan jalan-jalan kesalahan. Aku sebar luaskan kain yang baik lagi indah tentang kisah kelahiran Nabi SAW. Dengan merangkai puisi mengenai keturunan yang mulia sebagai kalung yang membuat telinga terhias dengannya. Dan aku minta tolong dengan daya Allah Ta’ala dan kekuatan-Nya yang kuat. Karena, sesungguhnya tidak ada daya dan kekuatan kecuali dengan per-tolongan Allah.
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَبَعْدُ فَأَقُوْلُ: هُوَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاسْمُهُ شَيْبَةُ الْحَمْدِ حُمِدَتْ خِصَالُهُ السَّنِيَّةُ، اِبْنِ هَاشِمٍ وَاسْمُهُ عَمْرٌو، اِبْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُهُ الْمُغِيْرَةُ الَّذِيْ يَنْتَمِي الْاِرْتِقَاهُ لِعُلْيَاهُ ۞ اِبْنِ قُصَيٍّ وَاسْمُهُ مُجَمِّعٌ، سُمِّيَ بِقُصَيٍّ لِتَقَاصِيِهِ فِيْ بِلَادِ قُضَاعَةَ الْقَصِيَّةِ إِلـٰى أَنْ أَعَادَهُ اللهُ تَعَالـٰى إِلَى الْحَرَمِ الْمُحْتَرَمِ فَحَمٰى حِمَاهُ ۞ اِبْنِ كِلَابٍ وَاسْمُهُ حَكِيْمٌ، اِبْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِلُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ وَاسْمُهُ قُرَيْشٌ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الْبُطُوْنُ الْقُرَشِيَّةُ، وَمَا فَوْقَهُ كِنَانِيٌّ كَمَا جَنَحَ إِلَيْهِ الْكَثِيْرُ وَارْتَضَاهُ ۞
اِبْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَهْدَى الْبُدْنَ إِلَى الرِّحَابِ الْحَرَمِيَّةِ، وَسُمِعَ فِيْ صُلْبِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ اللهَ تَعَالـٰى وَلَبَّاهُ ۞ اِبْنِ مُضَرَ ابْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ. وَهذَا سِلْكٌ نَظَمَتْ فَرَائِدَهُ بَنَانُ السُّـنَّةِ السَّنِيَّةِ وَرَفْعُهُ إِلَى الْخَلِيْلِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَمْسَكَ عَنْهُ الشَّارِعُ وَأَبَاهُ ۞ وَعَدْنَانُ بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ ذَوِي الْعُلُوْمِ النَّسَبِيَّةِ إِلَى الذَّبِيْحِ إِسْمَاعِيْلَ نِسْبَتُهُ وَمُنْتَمَاهُ وَمُنْتَهَاهُ ۞ فَأَعْظِمْ بِهِ مِنْ عِقْدٍ تَأَلَّقَتْ كَوَاكِبُهُ الدُّرِّيَّةُ، كَيْفَ لَا؟! وَالسَّيِّدُ الْأَكْرَمُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسِطَتُهُ الْمُنْتَقَاهُ
قَلَّدَتْهَا نُجُوْمَهَا الْجَوْزَاءُ | نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلَا بِحِلَاهُ |
أَنْتَ فِيْهِ الْيَتِيْمَةُ الْعَصْمَاءُ | حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَفَخَارٍ |
وَأَكْرِمْ بِهِ مِنْ نَسَبٍ طَهَّرَهُ اللهُ تَعَالـٰی مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْرَدَ الزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ وَارِدَهُ فِي “مَوْرِدِهِ الْهَنِيِّ” وَرَوَاهُ
آبَاءَهُ الْأَمْجَادَ صَوْنًا لِاسْمِهِ | حَفِظَ الْإِلٰهُ كَرَامَةً لِمُحَمَّدٍ |
مِنْ آدَمَ وَإِلٰى أَبِيْهِ وَأُمِّهِ | تَرَكُوا السِّفَاحَ فَلَمْ يُصِبْهُمْ عَارُهُ |
سَرَاةٌ سَرٰى نُوْرُ النُّـبُوَّةِ فِيْ أَسَارِيْرِغُرَرِهِمُ الْبَهِيِّةِ، وَبَدَرَ بَدْرُهُ فِيْ جَبِيْنِ جَدِّهِ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالـٰى إِبْرَازَ حَقِيْقَتِهِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَإِظْهَارَهُ جِسْمًا وَرُوْحًا بِصُوْرَتِهِ وَمَعْنَاهُ، نَقَلَهُ إِلَى مَقَرِّهِ مِنْ صَدَفَةِ آمِنَةَ الزُّهْرِيَّةِ وَخَصَّهَا الْقَرِيْبُ الْمُجِيْبُ بِأَنْ تَكُوْنَ أُمًّا لِمُصْطَفَاهُ ۞ وَنُوْدِيَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِحَمْلِهَا لِأَنْوَارِهِ الذَّاتِيَّةِ، وَصَبَا كُلُّ صَبٍّ لِهُبُوْبِ نَسِيْمِ صَبَاهُ ۞ وَكُسِيَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ طُوْلِ جَدْبِهَا مِنَ النَّبَاتِ حُلَلًا سُنْدُسِيَّةً وَأَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَأَدْنَى الشَّجَرُ لِلْجَانِيْ جَنَاهُ ۞ وَنَطَقَتْ بِحَمْلِهِ كُلُّ دَابَّةٍ لِقُرَيْشٍ بِفِصَاحِ الْأَلْسُنِ الْعَرَبِيَّةِ، وَخَرَّتِ الْأَسِرَّةُ وَالْأَصْنَامُ عَلَى الْوُجُوْهِ وَالْأَفْوَاهِ وَتَبَاشَرَتْ وُحُوْشُ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَدَوَابُّهَا الْبَحْرِيَّةُ، وَاحْتَسَتِ الْعَوَالِمُ مِنَ السُّرُوْرِ كَأْسَ حُمَيَّاهُ ۞ وَبَشَّرَتِ الْجِنُّ بِإِظْلَالِ زَمَنِهِ وَانْتُهِكَتِ الْكَهَانَةُ وَرَهِبَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ وَلَهِجَ بِخَبَرِهِ كُلُّ حَبْرٍ خَبِيْرٍ، وَفِيْ حِلـٰى حُسْنِهِ تَاهٍ ۞ وَأُوْتِيَتْ أُمُّهُ فِي الْمَنَامِ فَقِيْلَ لَهَا: إِنَّكِ حَمَلْتِ بِسَيِّدِ الْعَالَمِيْنَ وَخَيْرِ الْبَرِيَّةِ، وَسَمِّيْهِ إِذَا وَضَعْتِيْهِ: مُحَمَّدًا؛ فَإِنَّهُ سَتُحْمَدُ عُقْبَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ شَهْرَانِ عَلـٰى مَشْهُوْرِ الْأَقْوَالِ الْمَرْوِيَّةِ، تُوُفِّيَ بِالْمَدِيْنَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَبُوْهُ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ قَدِ اجْتَازَ بِأَخْوَالِهِ بَنِيْ عَدِيٍّ مِنَ الطَّائِفَةِ النَّجَّارِيَّةِ وَمَكَثَ فِيْهِمْ شَهْرًا سَقِيْمًا يُعَانُوْنَ سُقْمَهُ وَشَكْوَاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا تَمَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى الرَّاجِحِ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ قَمَرِيَّةٍ، وَآنَ لِلزَّمَانِ أَن يَّنْجَلِيَ عَنْهُ صَدَاهُ ۞ حَضَرَ أُمَّهُ لَيْلَةَ مَوْلِدِهِ آسِيَةُ ومَرْيَمُ فِيْ نِسْوَةٍ مِنَ الْحَظِيْرَةِ الْقُدْسِيَّةِ، وَأَخَذَهَا الْمَخَاضُ فَوَلَدَتْهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُوْرًا يَتَلَأْلَأُ سَنَاهُ ۞
أسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌ غَرَّاءُ | وَمُحَيًّا كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيْءٌ |
ـنِ سُرُوْرٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ | لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الَّذِيْ كَانَ لِلدِّيـ |
مِنْ فَخَارٍ مَا لَمْ تَنَلْهُ النِّسَاءُ | يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَةُ وَهْبٍ |
حَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ | وَأَتَتْ قَوْمَهَا بِأَفْضَلَ مِمَّا |
ـفْرِ وَبَالٌ عَلَيْهِمْ وَوَبَاءُ | مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ فِيْ طَالِعِ الْكُـ |
وُلِدَ الْمُصْطَفٰى وَحَقَّ الْهَنَاءُ | وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ قَدْ |
هٰذَا وَقَدِ اسْتَحْسَنَ الْقِيَامَ عِنْدَ ذِكْرِ مَوْلِدِهِ الشَّرِيْفِ أَئِمَّةٌ ذَوُوْ رِوَايَةٍ وَرَوِيَّةٍ فَطُوْبـٰى لِمَنْ كَانَ تَعْظِيْمُهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَايَةَ مَرَامِهِ وَمَرْمَاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَبَرَزَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ الْعَلِيَّةِ مُوْمِيًا بِذٰلِكَ الرَّفْعِ إِلـٰى سُؤْدَدِهِ وَعُلَاهُ ۞ وَمُشِيْرًا إِلـٰى رِفْعَةِ قَدْرِهِ عَلـٰى سَائِرِ الْبَرِيَّةِ وَأَنَّهُ الْحَبِيْبُ الَّذِيْ حَسُنَتْ طِبَاعُهُ وَسَجَايَاهُ ۞ وَدَعَتْ أُمُّهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ يَطُوْفُ بِهَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ فَأَقْبَلَ مُسْرِعًا وَنَظَرَ إِلَيْهِ وَبَلغَ مِنَ السُّرُوْرِ مُنَاهُ ۞ وَأَدْخَلَهُ الْكَعْبَةَ الْغَرَّاءَ وَقَامَ يَدْعُوْ بِخُلُوْصِ النِّيَّةِ، وَيَشْكُرُ اللهَ تَعَالـٰى عَلـٰى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ ۞ وَوُلِدَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظِيْفًا مَخْـتُوْنًا مَقْطُوْعَ السُّرَّةِ بِيَدِ الْقُدْرَةِ الْإِلـٰهِيَّةِ طَيِّبًا دَهِيْنًا مَكْحُوْلَةً بِكُحْلِ الْعِنَايَةِ عَيْنَاهُ ۞ وَقِيْلَ خَتَنَهُ جَدُّهُ بَعْدَ سَبْعِ لَيَالٍ سَوِيَّةٍ وَأَوْلَمَ وَأَطْعَمَ، وَسَمَّاهُ مُحَمَّداً، وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَظَهَرَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَوَارِقُ وَغَرَائِبُ غَيْبِيَّةٌ، إِرْهَاصًا لِنُبُوَّتِهِ وَإِعْلَامًا بِأَنَّهُ مُخْتَارُ اللهِ تَعَالـٰى وَمُجْتَبَاهُ ۞ فَزِيْدَتِ السَّمَاءُ حِفْظًا وَرُدَّ عَنْهَا الْمَرَدَةُ وَذَوُو النُّفُوْسِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَرَجَمَتْ نُجُوْمُ النَّيِّرَاتِ كُلَّ رَجِيْمٍ فِيْ حَالِ مَرْقَاهُ ۞ وَتَدَلَّتْ إِلَيْهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْجُمُ الزُّهْرِيَّةُ، وَاسْتَنَارَتْ بِنُوْرِهَا وِهَادُ الْحَرَمِ وَرُبَاهُ ۞ وَخَرَجَ مَعَهُ نُوْرٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ الشَّامِ الْقَيْصَرِيَّةُ، فَرَآهَا مَنْ بِبِطَاحِ مَكَّةَ دَارُهُ وَمَغْنَاهُ ۞ وَانْصَدَعَ الْإيْوَانُ بِالْمَدَائِنِ الْكِسْرَوِيَّةِ الَّذِيْ رَفَعَ أَنُوْ شَرَوَانَ سَمْكَهُ وَسَوَّاهُ ۞ وَسَقَطَ أَرْبَعٌ وَعَشْرٌ مِنْ شُرُفَاتِهِ الْعُلْوِيَّةِ وَكُسِرَ مُلْكُ كِسْرٰى لِهَوْلِ مَا أَصَابَهُ وَعَرَاهُ ۞ وَخَمَدَتِ النِّيْرَانُ الْمَعْبُوْدَةُ بِالْمَمَالِكِ الْفَارِسِيَّةِ لِطُلُوْعِ بَدْرِهِ الْمُنِيْرِ وَإِشْرَاقِ مُحَيَّاهُ۞
وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ وَكَانَتْ بَيْنَ هَمَذَانَ وَقُمٍّ مِنَ الْبِلَادِ الْعَجَمِيَّةِ، وَجَفَّتْ إِذْ كَفَّ وَاكِفُ مَوْجِهَا الثَّجَّاجِ يَنَابِيْعُ هَاتِيْكَ الْمِيَاهِ ۞ وَفَاضَ وَادِي سَمَاوَةَ وَهِيَ مَفَازَةٌ فِيْ فَلَاةٍ وَبَرِّيَّةٍ لَمْ يَكُنْ بِهَا مِنْ قَبْلُ مَاءٌ يَنْقَعُ لِلظَّمْآنِ اللَّهَاةِ ۞ وَكَانَ مَوْلِدُهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَوْضِعِ الْمَعْرُوْفِ بِالْعِرَاصِ الْمَكِّيَّةِ، وَالْبَلَدِ الَّذِيْ لَا يُعْضَدُ شَجَرُهُ وَلَا يُخْتَلـٰى خَلَاهُ ۞ وَاخْتُلِفَ فِيْ عَامِ وِلَادَتِهِ وَفِيْ شَهْرِهَا وَفِيْ يَوْمِهَا عَلـٰى أَقْوَالٍ لِلْعُلَمَاءِ مَرْوِيَّةٍ، وَالرَّاجِحُ أَنَّهَا قُبَيْلَ فَجْرِ يَوْمِ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيْ عَشَرَ شَهْرِ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيْلِ الَّذِيْ صَدَّهُ اللهُ تَعَالـٰى عَنِ الْحَرَمِ وَحَمَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَأَرْضَعَتْهُ أُمُّهُ أَيَّامًا ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُوَيْبَةُ الْأَسْلَمِيَّةُ الَّتِيْ أَعْتَقَهَا أَبُوْ لَهَبٍ حِيْنَ وَافَتْهُ عِنْدَ مِيْلَادِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِبُشْرَاهُ ۞ فَأَرْضَعَتْهُ مَعَ ابْنِهَا مَسْرُوْحٍ وَأَبِيْ سَلَمَةَ وَهِيَ بِهِ حَفِيَّةٌ، وَأَرْضَعَتْ قَبْلَهُ حَمْزَةَ الَّذِيْ حُمِدَ فِيْ نُصْرَةِ الدِّيْنِ سَرَاهُ ۞ وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ إِلَيْهَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ هِيَ بِهَا حَرِيَّةٌ إِلـٰى أَنْ أَوْرَدَ هَيْكَلَهَا رَائِدُ الْمَنُوْنِ الضَّرِيْحَ وَوَارَاهُ ۞ قِيْلَ: عَلـٰى دِيْنِ قَوْمِهَا الْفِئَةِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقِيْلَ: أَسْلَمَتْ، أَثْبَتَ الْخِلَافَ ابْنُ مَنْدَةَ وَحَكَاهُ ۞ ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ الْفَتَاةُ حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ وَكَانَ قَدْ رَدَّ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ ثَدْيَهَا لِفَقْرِهَا وَأَبَاهُ ۞ فَأَخْصَبَ عَيْشُهَا بَعْدَ الْمَحْلِ قَبْلَ الْعَشِيَّةِ، وَدَرَّ ثَدْيَاهَا بِدُرِّ دَرٍّ أَلْبَنَهُ الْيَمِيْنَ مِنْهُمَا وَألْبَنَ الْآخَرَ أَخَاهُ ۞ وَأَصْبَحَتْ بَعْدَ الْهُزَالِ وَالْفَقْرِ وَالهُوَالِ غَنِيَّةً، وَسَمِنَتِ الشَّارِفُ لَدَيْهَا وَالشِّيَاهُ ۞ وَانْجَابَ عَنْ جَانِبِهَا كُلُّ مُلِمَّةٍ وَرَزِيَّةٍ، وَطَرَّزَ السَّعْدُ بُرْدَ عَيْشَهَا الْهَنِيِّ وَوَشَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ بِعِنَايَةٍ رَبَّانِيَّةٍ فَقَامَ عَلـٰى قَدَمَيْهِ فِيْ ثَلَاثٍ، وَمَشٰى فِيْ خَمْسٍ، وَقَوِيَتْ فِيْ تِسْعٍ مِنَ الشُّهُوْرِ بِفَصِيْحِ النُّطْقِ قُوَاهُ ۞ وَشَقَّ الْمَلَكَانِ صَدْرَهُ الشَّرِيْفَ لَدَيْهَا وَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً دَمَوِيَّةً وَأَزَالَا مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَبِالثَّلْجِ غَسَلَاهُ ۞ وَمَلَآهُ حِكْمَةً وَمَعَانِيَ إِيْمَانِيَّةً ثُمَّ خَاطَاهُ وَبِخَاتَمِ النُّـبُوَّةِ خَتَمَاهُ وَوَزَنَاهُ ۞ فَرَجَحَ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ أُمَّةِ الْخَيْرِيَّةِ وَنَشَأَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلـٰى أَكْمَلِ الْأَوْصَافِ مِنْ حَالِ صِبَاهُ ۞ ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلـٰى أمِّهِ وَهِيَ بِهِ غَيْرُ سَخِيَّةٍ حَذَرًا مِن أَنْ يُصَابَ بِمُصَابِ حَادِثٍ تَخْشَاهُ ۞ وَوَفَدَتْ عَلَيْهِ حَلِيْمَةُ فِيْ أَيَّامِ خَدِيْجَةَ السَّيِّدَةِ الْوَضِيَّةِ فَحَبَاهَا مِنْ حِبَائِهِ الْوَافِرِ بِحِبَاهُ ۞ وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَامَ إِلَيْهَا وَأَخَذَتْهُ الْأَرْيَحِيَّةُ وَبَسَطَ لَهَا صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِدَائِهِ الشَّرِيْفِ بِسَاطَ بِرِّهِ وَنَدَاهُ ۞ وَالصَّحِيْحُ أَنَّهَا أَسْلَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا وَالْبَنِيْنَ وَالذُّرِّيَّةِ وَقَدْ عَدَّهُمْ فِي الصَّحَابَةِ جَمْعٌ مِنْ ثِقَاتِ الرُّوَاةِ.
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ سِنِيْنَ، خَرَجَتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ النَّبَوِيَّةِ ثُمَّ عَادَتْ فَوَافَتْهَا بِالْأَبْوَاءِ أَوْ بِشِعْبِ الْحَجُوْنِ الْوَفَاةُ. وَحَمَلَتْهُ حَاضِنَتُهُ أُمُّ أَيْمَنَ الْحَبَشِيَّةُ الَّتِيْ زَوَّجَهَا صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ مِنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَاهُ ۞ وَأَدْخَلَتْهُ عَلـٰى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَرَقَّ لَهُ وَأَعْلـٰى رُقِيَّهُ، وَقَالَ: إِنَّ لِابْنِيْ هذَا لَشَأْنًا عَظِيْمًا فَبَخٍ بَخٍ لِمَنْ وَقَّرَهُ وَوَالَاهُ ۞ وَلَمْ تَشْكُ فِيْ صِبَاهُ جُوْعًا وَلَا عَطَشًا قَطُّ نَفْسُهُ الْأَبِيَّةُ وَكَثِيْرًا مَا غَدَا فَاغْتَذٰى بِمَاءِ زَمْزَمَ فَأَشْبَعَهُ وَأَرْوَاهُ ۞
وَلَمَّا أُنِيْخَتْ بِفِنَاءِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَطَايَا الْمَنِيَّةِ كَفَّلَهُ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ شَقِيْقُ أَبِيْهِ عَبْدِ اللهِ فَقَاَم بِكَفَالَتِهِ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ وَهِمَّةٍ وَحَمِيَّةٍ وَقَدَّمَهُ عَلَى النَّفْسِ وَالْبَنِيْنَ وَرَبَّاهُ ۞ وَلَمَّا بَلَغَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، رَحَلَ بِهِ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ إِلَى الْبِلَادِ الشَّامِيَّةِ وَعَرَفَهُ الرَّاهِبُ بَحِيْرَا بِمَا حَازَهُ مِنْ وَصْفِ النُّـبُوَّةِ وَحَوَاهُ ۞ وَقَالَ: إِنِّي أُرَاهُ سَيِّدَ الْعَالَمِيْنَ وَرَسُوْلَ اللهِ وَنَبِيَّهُ وَقَدْ سَجَدَ لَهُ الشَّجَرُ وَالْحَجَرُ، وَلَا يَسْجُدَانِ إلَّا لِنَبِيٍّ أَوَّاه ۞ وَإِنَّا لَنَجِدُ نَعْتَهُ فِي الْكُـتُبِ الْقَدِيْمَةِ السَّمَاوِيَّةِ وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّـبُوَّةِ، قَدْ عَمَّهُ النُّوْرُ وَعَلَاهُ ۞ وَأَمَرَ عَمَّهُ بِرَدِّهِ إِلـٰى مَكَّةَ تَخَوُّفًا عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ دِيْنِ الْيَهُوْدِيَّةِ فَرَجَعَ بِهِ وَلَمْ يُجَاوِزْ مِنَ الشَّامِ الْمُقَدَّسِ بُصْرَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، سَافَرَ إِلـٰى بُصْرٰى فِيْ تِجَارَةٍ لِخَدِيْجَةَ الْفَتِيَّةِ، وَمَعَهُ غُلَامُهَا مَيْسَرَةُ يَخْدِمُهُ وَيَقُوْمُ بِمَا عَنَاهُ ۞ فَنَزَلَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ لَدَى صَوْمَعَةِ نَسْطُوْرَا رَاهِبِ النَّصْرَانِيَّةِ فَعَرَفَهُ إذْ مَالَ إِلَيْهِ ظِلُّهَا الْوَارِفُ وَآوَاهُ ۞ وَقَالَ: مَا نَزَلَ تَحْتَ هذِهِ الشَّجَرَةِ قَطُّ إِلَّا نَبِيٌّ ذُوْ صِفَاتٍ نَقِيَّةٍ، وَرَسُوْلٌ قَدْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالـٰى بِالْفَضَائِلِ وَحَبَاهُ ۞ ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرةَ: أَفِيْ عَيْنَيْهِ حُمْرَةٌ؟ اِسْتِظْهَارًا لِلْعَلَامَةِ الْخَفِيَّةِ فَأَجَابَهُ بِـ: نَعَمْ فَحَقَّ لَدَيْهِ مَا ظَنَّهُ فِيْهِ وَتَوَخَّاهُ ۞ ثُمَّ قَالَ لِمَيْسَرةَ: لَا تُفَارِقْهُ وَكُنْ مَعَهُ بِصِدْقِ عَزْمٍ وَحُسْنِ طَوِيَّةٍ؛ فَاِنَّهُ مِمَّنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالـٰى بِالنُّـبُوَّةِ وَاجْتَبَاهُ ۞
ثُمَّ عَادَ إِلـٰى مَكَّةَ فَرَأَتْهُ خَدِيْجَةُ مُقْبِلًا وَهِيَ بَيْنَ نِسْوَةٍ فِيْ عِلِّـيَّةٍ وَمَلَكَانِ عَلـٰى رَأْسِهِ الشَّرِيْفِ مِنْ ضَحِّ الشَّمْسِ قَدْ أَظَلَّاهُ ۞ وَأَخْبَرَهَا مَيْسَرَةُ بِأَنَّهُ رَأَى ذٰلِكَ فِي السَّفَرِ كُلِّهِ وَبِمَا قَالَهُ الرَّاهِبُ وَأَوْدَعَهُ لَدَيْهِ مِنَ الْوَصِيَّةِ، وَضَاعَفَ اللهُ فِيْ تِلْكَ التِّجَارَةِ رِبْحَهَا وَنَمَّاهُ ۞ فَبَانَ لِخَدِيْجَةَ بِمَا رَأَتْ وَسَمِعَتْ أَنَّهُ رَسُوْلُ اللهِ تَعَالـٰى إِلَى الْبَرِيَّةِ الَّذِيْ خَصَّهُ اللهُ تَعَالـٰى بِقُرْبِهِ وَاصْطَفَاهُ ۞ فَخَطَبَتْهُ لِنَفْسِهَا الزَّكِيَّةِ لِتَشُمَّ مِنَ الْإِيْمَانِ بِهِ طِيْبَ رَيَّاهُ ۞ فَأَخْبَرَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْمَامَهُ بِمَا دَعَتْهُ إِلَيْهِ هذِهِ الْبَرَّةُ التَّقِيَّةُ فَرَغِبُوْا فِيْهَا لِفَضْلٍ وَدِيْنٍ وَجَمَالٍ وَمَالٍ وَحَسَبٍ، كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ يَهْوَاهُ ۞
وَخَطَبَ أَبُوْ طَالِبٍ وَأَثْنٰى عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ تَعَالـٰى بِمَحَامِدَ سَنِيَّةٍ، وَقَالَ: وَهُوَ وَاللهِ بَعْدُ لَهُ نَبَأٌ عَظِيْمٌ يُحْمَدُ فِيْهِ مَسْرَاهُ ۞ فَزَوَّجَهَا مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبُوْهَا وَقِيْلَ: عَمُّهَا وَقِيْلَ: أَخُوْهَا لِسَابِقِ سَعَادَتِهَا الْأَزَلِيَّةِ، وَأَوْلَدَهَا كُلَّ أَوْلَادِهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الَّذِيْ بِاسْمِ الْخَلِيْلِ سَمَّاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً، بَنَتْ قُرَيْشٌ اَلْكَعْبَةَ لِانْصِدَاعِهَا بِالسُّـيُوْلِ الْأَبْطَحِيَّةِ وَتَنَازَعُوْا فِيْ رَفْعِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَكُلٌّ أَرَادَ رَفْعَهُ وَرَجَاهُ ۞ وَعَظُمَ الْقِيْلُ وَالْقَالُ، وَتَحَالَفُوْا عَلَى الْقِتَالِ، وَقَوِيَتِ الْعَصَبِيَّةُ ثُمَّ تَدَاعَوْا إِلَى الْإِنْصَافِ وَفَوَّضُوا الْأَمْرَ إِلـٰى ذِيْ رَأْيٍ صَائِبٍ وَأَنَاةٍ فَحَكَمَ بِتَحْكِيْمِ أَوَّلِ دَاخِلٍ مِنْ بَابِ السَّدَنَةِ الشَّيْبِيَّةِ فَكَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ دَاخِلٍ فَقَالُوْا: هٰذَا الْأَمِيْنُ وَكُلُّنَا نَقْبَلُهُ وَنَرْضَاهُ ۞ فَأَخْبَرُوْهُ بِأَنَّهُمْ رَضُوْهُ أَن يَّكُوْنَ صَاحِبَ الْحُكْمِ فِيْ هٰذَا الْمُلِمِّ وَوَلِيَّهُ فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِيْ ثَوْبٍ ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تَرْفَعَهُ الْقَبَائِلُ جَمِيْعًا إِلـٰى مُرْتَقَاهُ ۞ فَرَفَعُوْهُ إِلـٰى مَقَرِّهِ مِنْ رُكْنِ هَاتِيْكَ الْبَنِيَّةِ وَوَضَعَهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ فِيْ مَوْضِعِهِ الْآنَ وَبَنَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَلَمَّا كَمُلَ لَهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعُوْنَ سَنَةً عَلـٰى أَوْفَقِ الْأَقْوَالِ لِذَوِي الْعَالِمِيَّةِ، بَعَثَهُ اللهُ تَعَالـٰى لِلْعَالَمِيْنَ بَشِيْرًا وَنَذِيْرًا فَعَمَّهُمْ بِرُحْمَاهُ ۞ وَبُدِئَ إِلـٰى تَمَامِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بِالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ الْجَلِيَّةِ فَكَانَ لَا يَرٰى رُؤْيًا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ صُبْحٍ ضَاءَ سَنَاهُ ۞ وَإِنَّمَا ابْتُدِئَ بِالرُّؤْيَا تَمْرِيْنًا لِلْقُوَى الْبَشَرِيَّةِ؛ لِئَلَّا يَفْجَأَهُ الْمَلَكُ بِصَرِيْحِ النُّـبُوَّةِ فَلَا تَقْوَاهُ قُوَاهُ ۞ وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ فَكَانَ يَتَعَبَّدُ بِحِرَاءِ اللَّيَالِيَ الْعَدَدِيَّةَ إِلـٰى أَنْ أَتَاهُ فِيْهِ صَرِيْحُ الْحَقِّ وَوَافَاهُ ۞ وَذٰلِكَ فِيْ يَوْمِ الْاِثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشَرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ اللَّيْلَةِ الْقَدْرِيَّةِ وَثَمَّ أَقْوَالٌ: لِسَبْعٍ أَوْ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْهُ أَوْ لِثَمَانٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ مَوْلِدِهِ الَّذِيْ بَدَا فِيْهِ بَدْرُ مُحَيَّاهُ ۞
فَقَالَ لَهُ: اِقْرَأْ فَقَالَ: ((مَا أَنَا بِقَارِئٍ)) فَغَطَّهُ غَطَّةً قَوِيَّةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِقْرَأْ فَقَالَ: ((مَا أَنَا بِقَارِئٍ)) فَغَطَّهُ ثَانِيَةً حَتَّى بَلَغَ مِنْهُ الْجَهْدَ وَغَطَّاهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اِقْرَأْ فَقَالَ: ((مَا أَنَا بِقَارِئٍ)) فَغَطَّهُ ثَالِثَةً لِيَتَوَجَّهَ إِلـٰى مَا سَيُلْقٰى إِلَيْهِ بِجَمْعِيَّةٍ وَيُقَابِلَهُ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ وَيَتَلَقَّاهُ ۞ ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ ثَلَاثَ سِنِيْنَ أَوْ ثَلَاثِيْنَ شَهْرًا؛ لِيَشْتَاقَ إِلَى انْتِشَاقِ هَاتِيْكَ النَّفَحَاتِ الشَّذِيَّةِ ثُمَّ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١] وَجَاءَهُ جِبْرِيْلُ بِهَا وَنَادَاهُ ۞ فَكَانَ لِنُبُوَّتِهِ فِيْ تَقَدُّمِ ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] شَاهِدٌ عَلـٰى أنَّ لَهَا السَّابِقِيَّةَ وَالتَّقَدُّمَ عَلـٰى رِسَالَتِهِ بِالْبِشَارَةِ وَالنِّذَارَةِ لِمَنْ دَعَاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ الرِّجَالِ: أَبُوْ بَكْرٍ صَاحِبُ الْغَارِ وَالصِّدِّيْقِيَّةِ وَمِنَ الصِّبْيَانِ: عَليٌّ، وَمِنَ النِّسَاءِ: خَدِيْجَةُ الَّتِيْ ثَبَّتَ اللهُ تَعَالَى بِهَا قَلْبَهُ وَوَقَاهُ ۞ وَمِنَ الْمَوَالِي: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَمِنَ الْأَرِقَّاءِ: بِلَالٌ اَلَّذِيْ عَذَّبَهُ فِي اللهِ أُمَيَّةُ وَأَوْلَاهُ مَوْلَاهُ أَبُوْ بَكْرٍ مِنَ الْعِتْقِ مَا أَوْلَاهُ ۞ ثُمَّ أَسْلَمَ عُثْمَانُ وَسَعْدٌ وَسَعِيْدٌ وَطَلْحَةُ وَابْنُ عَوْفٍ وَزُبَيْرُ بْنِ عَوَّامٍ ابْنُ عَمَّتِهِ صَفِيَّةَ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ أَنْهَلَهُ الصِّدِّيْقُ رَحِيْقَ التَّصْدِيْقِ وَسَقَاهُ ۞ وَمَا زَالَتْ عِبَادَتُهُ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ مَخْفِيَّةً حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ: ﴿فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ﴾ [الحجر: ٩٤] فَجَهَرَ بِدُعَاءِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ حَتَّى عَابَ آلِهَتَهُمْ وَأَمَرَ بِرَفْضِ مَا سِوَى الْوَحْدَانِيَّةِ فَتَجَرَّؤُوْا عَلـٰى مُبَارَزَتِهِ بِالْعَدَاوَةِ وَأَذَاهُ ۞
وَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ الْبَلَاءُ، فَهَاجَرُوْا فِيْ سَنَةِ خَمْسٍ إِلَى النَّاحِيَةِ النَّجَاشِيَّةِ وَحَدِبَ عَلَيْهِ عَمُّهُ أَبُوْ طَالِبٍ فَهَابَهُ كُلٌّ مِنَ الْقَوْمِ وَتَحَامَاهُ ۞ وَفُرِضَ عَلَيْهِ قِيَامُ بَعْضِ السَّاعَاتِ اللَّيْلِيَّةِ ثُمَّ نُسِخَ بِقَوْلِهِ تَعَالـٰى: ﴿ فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ﴾ [المزمل: ٢٠] وَفُرِضَ عَلَيْهِ رَكْعَتَانِ بِالْغَدَاةِ وَرَكْعَتَانِ بِالْعَشِيَّةِ ثُمَّ نُسِخَ بِإِيْجَابِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِيْ لَيْلَةِ مَسْرَاهُ ۞ وَمَاتَ أَبُوْ طَالِبٍ فِيْ نِصْفِ شَوَّالٍ مِنْ عَاشِرِ الْبِعْثَةِ وَعَظُمَتْ بِمَوْتِهِ الرَّزِيَّةُ وَتَلَتْهُ خَدِيْجَةُ بَعْدَ ثَلَاثٍ وَشَدَّ الْبَلَاءُ عَلَى الْمُسْلِمِيْنَ عُرَاهُ وَأَوْقَعَتْ قُرَيْشٌ بِهِ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ أَذِيَّةٍ, وَأَمَّ الطَّائِفَ يَدْعُوْ ثَقِيْفًا فَلَمْ يُحْسِنُوْا بِالْإِجَابَةِ قِرَاهُ وَأَغْرَوْا بِهِ السُّفَهَاءَ وَالْعَبِيْدَ فَسَبُّوهُ بِأَلْسُنٍ بَذِيَّةٍ وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى خُضِّبَتْ بِالدِّمَاءِ نَعْلَاهُ ۞ ثُمَّ عَادَ إِلـٰى مَكَّةَ حَزِيْنًا فَسَأَلَهُ مَلَكُ الْجِبَالِ فِيْ إِهْلَاكِ أَهْلِهَا ذَوِي الْعَصَبِيَّةِ فَقَالَ: ((إِنِّيْ أَرْجُوْ أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَتَوَلَّاهُ))
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
ثُمَّ أُسْرِيَ بِرُوْحِهِ وَجَسَدِهِ يَقَظَةً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصٰى وَرِحَابِهِ الْقُدْسِيَّةِ وَعُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَرَأَى آدَمَ فِي الْأُولـٰى وَقَدْ جَلَّلَهُ الْوَقَارُ وَعَلَاهُ ۞ وَرَأَى فِي الثَّانِيَةِ عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَتُوْلِ الْبَرَّةِ التَّقِيَّةِ وَابْنَ خَالَتِهِ يَحْيَى الَّذِيْ أُوْتِيَ الْحُكْمَ فِيْ حَالِ صِبَاهُ ۞وَرَأَى فِي الثَّالِثَةِ يُوْسُفَ الصِّدِّيْقَ بِصُوْرَتِهِ الْجَمَالِيَّةِ وَفِي الرَّابِعَةِ إِدْرِيْسَ الَّذِيْ رَفَعَ اللهُ مَكَانَهُ وَأَعْلَاهُ ۞ وَفِي الْخَامِسَةِ هَارُوْنَ الْمُحَبَّبَ فِي الْأُمَّةِ الْإِسْرَائِيْلِيَّةِ وَفِي السَّادِسَةِ مُوْسَى الَّذِيْ كَلَّمَهُ اللهُ وَنَاجَاهُ ۞ وَفِي السَّابِعَةِ إِبْرَاهِيْمَ الَّذِيْ جَاءَ رَبَّهُ بِسَلِيْمِ الْقَلْبِ وَالطَّوِيَّةِ وَحَفِظَهُ مِنْ نَارِ نَمْرُوْدَ وَعَافَاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
ثُمَّ عُرِجَ بِهِ إِلـٰى سِدْرَةِ الْمُنْتَهٰى إِلـٰى أَنْ سَمِعَ صَرِيْفَ الْأَقْلَامِ بِالْأُمُوْرِ الْمَقْضِيَّةِ إِلـٰى مَقَامِ الْمُكَافَحَةِ الَّذِيْ قَرَّبَهُ اللهُ فِيْهِ وَأَدْنَاهُ ۞ وَأَمَاطَ لَهُ حُجُبَ الْأَنْوَارِ الْجَلَالِيَّةِ وَأَرَاهُ بِعَيْنَيْ رَأسِهِ مِنْ حَضْرَةِ الرُّبُوْبِيَّةِ مَا أَرَاهُ ۞ وَبَسَطَ لَهُ بُسُطَ الْإِجْلَالِ فِي الْمَجَالِي الذَّاتِيَّةِ وَفَرَضَ عَلَيْهِ وَعَلـٰى أُمَّتِهِ خَمْسِيْنَ صَلَاةً ثُمَّ انْهَلَّ سَحَابُ الْفَضْلِ فَرُدَّتْ إِلـٰى خَمْسٍ عَمَلِيَّةٍ وَلَهَا أَجْرُ الْخَمْسِيْنَ كَمَا شَاءَهُ فِي الْأَزَلِ وَقَضَاهُ ۞ ثُمَّ عَادَ إلـٰى مَكَّةَ فِيْ لَيْلَتِهِ بِالْمَوَاهِبِ اللَّدُنِّـيَّةِ فَصَدَّقَهُ الصِّدِّيْقُ بِمَسْرَاهُ ۞ وَكُلُّ ذِيْ عَقْلٍ وَرَوِيَّةٍ وَكَذَّبَتْهُ قُرَيْشٌ وَارْتَدَّ مَنْ أَضَلَّهُ الشَّيْطَانُ وَأَغْوَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
ثُمَّ عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ بِأَنَّهُ رَسُولُ اللهِ فِي الْأَيَّامِ الْمَوْسِمِيَّةِ فَآمَنَ بِهِ سِتَّةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ اخْتَصَّهُمُ اللهُ بِرِضَاهُ وَحَجَّ مِنْهُمْ فِي الْقَابِلِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً وَبَايَعُوْهُ بَيْعَةً حَقِّيَّةً ثُمَّ انْصَرَفُوْا فَظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِالْمَدِيْنَةِ فَكَانَتْ مَعْقِلَهُ وَمَأْوَاهُ ۞ وَقَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْعَامِّ الثَّالِثِ سَبْعُوْنَ وَثَلَاثَةٌ أَوْ وَخَمْسَةٌ وَامْرَأَتَانِ مِنَ الْقَبَائِلِ الْأَوْسِيَّةِ وَالْخَزْرَجِيَّةِ فَبَايَعُوْهُ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيْبًا جَحَاجِحَةً سَرَاةً وَهَاجَرَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ ذَوُو الْمِلَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَفَارَقُوا الْأَوْطَانَ رَغْبَةً فِيْمَا أُعِدَّ لِمَنْ هَجَرَ الْكُفْرَ وَنَاوَاهُ ۞
وَخَافَتْ قُرَيْشٌ أَنْ يَلْحَقَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ عَلَى الْفَوْرِيَّةِ فَأْتَمَرُوْا بِقَتْلِهِ فَحَفِظَهُ اللهُ مِنْ كَيْدِهِمْ وَنَجَّاهُ ۞ وَقَدْ أُذِنَ لَهُ فِي الْهِجْرةِ فَرَقَبَهُ الْمُشْرِكُوْنَ لِيُوْرِدُوْهُ بِزَعْمِهِمْ حِيَاضَ الْمَنِيَّةِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ وَنَثَرَ عَلـٰى رُؤُوْسِهِمُ التُّرَابَ وَحَثَاهُ ۞ وَأَمَّ غَارَ ثَوْرٍ وَفَازَ الصِّدِّيْقُ فِيْهِ بِالْمَعِيَّةِ وَأَقَامَا فِيْهِ ثَلَاثًا تَحْمِي الْحَمَائِمُ وَالْعَنَاكِبُ حِمَاهُ ۞ ثُمَّ خَرَجَا مِنْهُ لَيْلَةَ الْاِثْنَيْنِ وَهُوَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلـٰى خَيْرِ مَطِيَّةٍ وَتَعَرَّضَ لَهُ سُرَاقَةُ فَابْتَهَلَ فِيْهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَدَعَاهُ ۞ فَسَاخَتْ قَوَائِمُ يَعْبُوْ بِهِ فِي الْأَرْضِ الصُّلْبَةِ الْقَوِيَّةِ وَسَأَلَهُ الْأَمَانَ فَمَنَحَهُ إِيَّاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
ثُمَّ مَرَّ بِقُدَيْدٍ عَلـٰى أُمِّ مَعْبَدٍ اَلْخُزَاعِيَّةِ وَأَرَادَ ابْتِيَاعَ لَبَنٍ أَوْ لَحْمٍ مِنْهَا فَلَمْ يَكُنْ خِبَاؤُهَا لِشَيْءٍ مِنْ ذٰلِكَ قَدْ حَوَاهُ ۞ فَنَظَرَ إِلـٰى شَاةٍ فِي الْبَيْتِ قَدْ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الرَّعِيَّةِ فَاسْتَأْذَنَهَا فِيْ حَلْبِهَا فَأَذِنَتْ وَقَالَتْ: لَوْ كَانَ بِهَا حَلَبٌ لَأَصَبْنَاهُ ۞ فَمَسَحَ الضَّرْعَ مِنْهَا وَدَعَا اللهَ مَوْلَاهُ وَوَلِيَّهُ فَدَرَّتْ وَحَلَبَ وَسَقٰى كُلاًّ مِنَ الْقَوْمِ وَأَرْوَاهُ ۞ ثُمَّ حَلَبَ وَمَلَأَ الْإِنَاءَ وَغَادَرَهُ لَدَيْهَا آيَةً جَلِيَّةً وَجَاءَ أَبُوْ مَعْبَدٍ وَرَأَى اللَّبَنَ فَذَهَبَ بِهِ الْعَجَبُ إِلـٰى أَقْصَاهُ ۞ وَقَالَ: أَنّـٰى لَكِ هٰذَا وَلَا حَلُوْبَ فِي الْبَيْتِ تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ لِبَنِيَّةٍ؟! فَقَالَتْ: مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَذَا وَكَذَا جُثْمَانُهُ وَمَعْنَاهُ ۞ فَقَالَ لَهَا: هٰذَا صَاحِبُ قُرَيْشٍ وَأَقْسَمَ بِكُلِّ أَلِيَّةٍ بِأَنَّهُ لَوْ رَآهُ لَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ وَدَانَاهُ ۞ وَقَدِمَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِيْنَةَ يَوْمَ الْاِثْنَيْنِ ثَانِيْ عَشَرَ رَبِيْعِ الْأَوَّلِ وَأَشْرَقَتْ بِهِ أَرْجَاؤُهَا الزَّكِيَّةُ وَتَلَقَّاهُ الْأنْصَارُ وَنَزَلَ بِقُبَاءَ وَأَسَّسَ مَسْجِدَهَا عَلـٰى تَقْوَاهُ
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْمَلَ النَّاسِ خَلْقًا وَخُلُقًا ذَا ذَاتٍ وَصِفَاتٍ سَنِيَّةٍ، مَرْبُوعَ الْقَامَةِ، أَبْيَضَ اللَّوْنِ مُشَرَّبًا بِحُمْرَةٍ وَاسِعَ الْعَيْنَيْنِ أَكْحَلَهُمَا، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ قَدْ مُنِحَ الزَّجَجَ حَاجِبَاهُ ۞ مُفَلَّجَ الْأَسْنَانِ، وَاسِعَ الْفَمِ حَسَنَهُ، وَاسِعَ الْجَبِيْنِ ذَا جَبْهَةٍ هِلَالِيَّةٍ، سَهْلَ الْخَدَّيْنِ يُرٰى فِيْ أَنْفِهِ بَعْضُ احْدِيْدَابٍ، حَسَنَ الْعِرْنِيْنِ أَقْنَاهُ بَعِيْدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكَبَيْنِ، سَبْطَ الْكَفَّيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيْسِ، قَلِيْلَ لَحْمِ الْعَقِبِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، عَظِيْمَ الرَّأْسِ، شَعْرُهُ إلَى الشَّحْمَةِ الْأُذُنِيِّةِ، وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّـبُوَّةِ قَدْ عَمَّهُ النُّوْرُ وَعَلَاهُ ۞ وَعَرَقُهُ كَاللُّؤْلُؤِ، وَعَرْفُهُ أَطْيَبُ مِنَ النَّفَحَاتِ الْمِسْكِيَّةِ، وَيَتَكَفَّأُ فِيْ مِشْيَتِهِ كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ اِرْتَقَاهُ ۞ وَكَانَ يُصَافِحُ الْمُصَافِحَ بِيَدِهِ الشَّرِيْفَةِ فَيَجِدُ مِنْهَا سَائِرَ الْيَوْمِ رَائِحَةً عَبْهَرِيَّةً، وَيَضَعُهَا عَلـٰى رَأْسِ الصَّبِيِّ فَيُعْرَفُ مَسُّهُ لَهُ مِنْ بَيْنِ الصِّبْيَةِ وَيُدْرَاهُ ۞ يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ الشَّرِيْفُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ فِي اللَّيْلَةِ الْبَدْرِيَّةِ، يَقُوْلُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَا بَشَرٌ يَرَاهُ ۞
وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيْدَ الْحَيَاءِ وَالتَّوَاضُعِ، يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَرْقَعُ ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ، وَيَسِيْرُ فِيْ خِدْمَةِ أَهْلِهِ بِسِيْرَةٍ سَرِيَّةٍ, وَيُحِبُّ الْفُقَرَاءَ وَالْمَسَاكِيْنَ وَيَجْلِسُ مَعَهُمْ، وَيَعُوْدُ مَرْضَاهُمْ وَيُشَيِّعُ جَنَائِزَهُمْ، وَلَا يَحْقِرُ فَقِيْرًا أَدْقَعَهُ الْفَقْرُ وَأَشْوَاهُ ۞ وَيَقْبَلُ الْمَعْذِرَةَ، وَلَا يُقَابِلُ أَحَدًا بِمَا يَكْرَهُ، وَيَمْشِيْ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَذَوِي الْعُبُوْدِيَّةِ، وَلَا يَهَابُ الْمُلُوْكَ، وَيَغْضَبُ لِلهِ وَيَرْضٰى لِرِضَاهُ ۞ وَيَمْشِيْ خَلْفَ أَصْحَابِهِ وَيَقُوْلُ: ((خَلُّوْ ظَهْرِيْ لِلْمَلَائِكَةِ)) الرُّوْحَانِيَّةِ وَيَرْكَبُ الْبَعِيْرَ وَالْفَرَسَ وَالْبَغْلَةَ وَحِمَارًا بَعْضُ الْمُلُوْكِ إِلَيْهِ أَهْدَاهُ ۞ وَيَعْصِبُ عَلـٰى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْجُوْعِ وَقَدْ أُوْتِيَ مَفَاتِيْحَ الْخَزَائِنِ الْأَرْضِيَّةِ وَرَاوَدَتْهُ الْجِبَالُ بِأَنْ تَكُوْنَ لَهُ ذَهَبًا فَأَبَاهُ ۞ وَكَانَ صَلَّى اللهُ تَعَالٰى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ، وَيُطِيْلُ الصَّلَاةَ وَيَقْصُرُ الْخُطَبَ الْجُمَعِيَّةَ وَيَتَأَلَّفُ أَهْلَ الشَّرَفِ، وَيُكْرِمُ أَهْلَ الْفَضْلِ، وَيَمْزَحُ وَلَا يَقُوْلُ إلَّا حَقًّا، يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالـٰى وَيَرْضَاهُ ۞ وَهَاهُنَا وَقَفَ بِنَا جَوَادُ الْمَقَالِ عَنِ الْاِطِّرَادِ فِي الْحَلْبَةِ الْبَيَانِيَّةِ، وَبَلَغَ ظَاعِنُ الْإِمْلَاءِ فِيْ فَدَافِدِ الْإِيْضَاحِ مُنْتَهَاهُ ۞
عَطِّرِ اللّٰهُمَّ قَبْرَهُ الْكَرِيْمَ بِعَرْفٍ شَذِيٍّ مِنْ صَلَاةٍ وَتَسْلِيْمٍ
(اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ)
اَللّٰهمَّ يَا بِاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ، يَا مَنْ إِذَا رُفِعَتْ إِلَيْهِ أَكُفُّ الْعَبْدِ كَفَاهُ ۞ يَا مَنْ تَنَزَّهَ فِيْ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ الْأَحَدِيَّةِ عَنْ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ فِيْهَا نَظَائِرُ وَأَشْبَاهُ ۞ يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْبَقَاءِ وَالْقِدَمِ وَالْأَزَلِيَّةِ، يَا مَنْ لَا يُرْجٰى غَيْرُهُ، وَلَا يُعَوَّلُ عَلِـٰى سِوَاهُ ۞ يَا مَنِ اسْتَنَدَ الْأَنَامُ إِلـٰى قُدْرَتِهِ الْقَيُّوْمِيَّةِ، وَأَرْشَدَ بِفَضْلِهِ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ وَاسْتَهْدَاهُ ۞نَسْأَلُكَ اَللّٰهمَّ بِأَنْوَارِكَ الْقُدْسِيَّةِ الَّتِيْ أَزَاحَتْ مِنْ ظُلُمَاتِ الشَّكِّ دُجَاهُ ۞ وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِشَرَفِ الذَّاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، وَمَنْ هُوَ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ بِصُوْرَتِهِ وَأَوَّلُهُمْ بِمَعْنَاهُ ۞ وَبِآلِهِ كَوَاكِبَ أَمْنِ الْبَرِيَّةِ وَسَفِيْنَةِ السَّلَامَةِ وَالنَّجَاةِ وَبِأَصْحَابِهِ أُوْلِي الْهِدَايَةِ وَالْأَفْضَلِيَّةِ الَّذِيْنَ بَذَلُوْا نُفُوْسَهُمْ لِلهِ يَبْتَغُوْنَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَبِحَمَلَةِ شَرِيْعَتِهِ أُوْلِي الْمَنَاقِبِ وَالْخُصُوْصِيَّةِ الَّذِيْنَ اسْتَبْشَرُوْا بِنِعْمَةٍ وَفَضْلٍ مِنَ اللهِ, أَنْ تُوَفِّقَنَا فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ لِإِخْلَاص النِّـيَّةِ، وَتُنْجِحَ لِكُلٍّ مِنَ الْحَاضِرِيْنَ مَطْلَبَهُ وَمُنَاهُ ۞
وَتُخَلِّصَنَا مِنْ أَسْرِ الشَّهَوَاتِ وَالْأَدْوَاءِ الْقَلْبِيَّةِ وَتُحَقِّقَ لَنَا مِنَ الْآمَالِ مَا بِكَ ظَنَنَّاهُ ۞ وَتَكْفِيَنَا كُلَّ مُدْلَهِمَّةٍ وَبَلِيَّةٍ، وَلَا تَجْعَلَنَا مِمَّنْ أَهْوَاهُ هَوَاهُ ۞ وَتُدْنِيَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْيَقِيْنِ قُطُوْفًا دَانِيَةً جَنِيَّةً، وَتَمْحُوَ عَنَّا كُلَّ ذَنْبٍ جَنَيْنَاهُ ۞ وَتَسْتُرَ لِكُلٍّ مِنَّا عَيْبَهُ وَعَجْزَهُ وَحَصْرَهُ وَعِيَّهُ وَتُسَهِلَ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ مَا عَزَّ ذُرَاهُ ۞ اَللّٰهمَّ اِنَّكَ جَعَلْتَ لِكُلِّ سَائِلٍ مَقَامًا وَمَزِيَّةً وَلِكُلِّ رَاجٍ مَا أَمَّلَهُ فِيْكَ وَرَجَاهُ ۞ وَقَدْ سَأَلْنَاكَ رَاجِيْنَ مَوَاهِبَكَ اللَّدُنِّيـَّةَ فَحَقِّقْ لَنَا مَا مِنْكَ رَجَوْنَاهُ ۞ وَتَعُمَّ جَمْعَنَا هٰذَا مِنْ خَزَائِنِ مِنَحِكَ السَّنِيَّةِ بِرَحْمَةٍ وَمَغْفِرَةٍ، وَتُدِيْمَ عَمَّنْ سِوَاكَ غِنَاهُ ۞ اَللّٰهمَّ آمِنِ الرَّوْعَاتِ وَأَصْلِحِ الرُّعَاةَ وَالرَّعِيَّةَ وَأَعْظِمِ الْأَجْرَ لِمَنْ جَعَلَ هٰذَا الْخَيْرَ فِيْ هٰذَا الْيَوْمِ وأَجْرَاهُ ۞
اَللّٰهمَّ اجْعَلْ هذِهِ الْبَلْدَةَ وَسَائِرَ بِلَادِ الْإِسْلاَمِ آمِنَةً رَخِيَّةً وَاسْقِنَا غَيْثًا يَعُمُّ انْسِيَابُ سِيْبِهِ السَّبْسَبَ وَرُبَاهُ ۞وَاغْفِرْ لِنَاسِخِ هذَهِ الْبُرُوْدِ الْمُحَبَّرةِ الْمَوْلِدِيَّةِ جَعْفَرِ مَنْ إِلـٰى بَرْزَنْجَ نِسْبَتُهُ وَمُنْتَمَاهُ ۞ وَحَقِّقْ لَهُ الْفَوْزَ بِقُرْبِكَ وَالرَّجَاءَ وَالْأُمْنِيَّةَ، وَاجْعَلْ مَعَ الْمُقَرَّبِيْنَ مَقِيْلَهُ وَسُكْنَاهُ ۞ وَاسْتُرْ لَهُ عَيْبَهُ وَعَجْزَهُ وَحَصْرَهُ وَعِيَّهُ وَلِكَاتِبِهَا وَقَارِئِهَا وَمَنْ أَصَاخَ إِلَيْهَا سَمْعَهُ وَأَصْغَاهُ ۞ اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلـٰى أَوَّلِ قَابِلٍ لِلتَّجَلِّيْ مِنَ الْحَقِيْقَةِ الْكُلِّيَّةِ وَعَلـٰى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ نَصَرَهُ وَوَالَاهُ مَا شُنِّفَتِ الْآذَانُ مِنْ وَصْفِهِ الدُّرِّيِّ بِأَقْرَاطٍ جَوْهَرِيَّةٍ وَتَحَلَّتْ صُدُوْرُ الْمَحَافِلِ الْمُنِيْفَةِ بِعُقُوْدِ حُلَاهُ ۞وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيْمِ عَلـٰى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ وَعَلـٰى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ. سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ[180] وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ[181] وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
Demikianlah, bacaan maulid al barzanji. Untuk arti dan penulisan alfabet anda dapat menginstall aplikasi NU Online. Aplikasi tersebut sangatlah worth it untuk kita install di perangkat HP kita. Karena fitur amaliyah warga nahdliyyin cukup komplit termasuk bacaan maulit al barzanji seperti di atas.